الصداقة علاقة راقية بين الناس اساسها المحبة والوفاء ، هي النفس الواحدة والظن الحسن والرعاية الكاملة ،الصداقة احترام وأفعال ومواقف وليست مجرد اقوال هي حياة جميلة يعيشها الأصدقاء بهما تحلوا الحياة ، ويبقى صداها حيا على صفحات الحياة الوردية ، فرب صديق لى خير من أخ لم تلده امي ،الصداقة ليست تلك القوائم الكثيرة من الاسماء الموجودة علي صفحات الفيس بوك وغيرها من برامج التواصل او الجروبات ! بل هي تلك الارواح الجميلة التي تدخل علي نفسك السرور والسعادة وتضحك ثغرك حتي في اصعب الامور ، هي نعمة خلقها الله مثل باقي النعم لإن الصداقة الحقيقية مشتقة من الصدق واقرب مثل وقدوة فى الصداقة سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) وصديقه سيدنا ابو بكر الصديق رضى الله عنه وارضاه .كان النبي (ص ) صادقاً في أقواله وأفعاله لقبه قومه بالصادق الأمين وعندما صدقه أبو بكر رضي الله عنه، لقب بالصديق لكثرة تصديقه للنبي ” صلي الله عليه وسلم ” في حياته كما أن الصداقة ممتدة على مر العصور، فلا يستطيع الإنسان أن يعيش بدون أصدقاء أو بمعزل عنهم لأن الصديق مرآه صديقه يرى فيها محاسنه وعيوبه ، يرى راحة نفسه وقلبه ، سره وفرحه وحزنه رفيق الدرب كما يطلقون عليه ،التؤم الروحى والكثير من المسميات الجميلة لتلك الصفة الحميد ، يجب علينا ان ننتبه الى شروط الصحبة الكريمة أن تبرأ من الأغراض ، أي لا تكون بهدف مصلحة أو مطامع في الحياة وأن تكون خالصة لوجهه تعالى وأن تولد وتكبر في طريق الخير والإحسان.لأن الصداقة الناجحة اساسها حسن إختيار الأصدقاء وتواجدهم وتفاعلهم وقت الشدائد يظهر معدنهم الأصيل لأن الصديق ينتسب إلى صديقة فى كل الامور ،كما قال الشاعر ابن عبد القدوس ” واختر صديقك واصطفيه تفاخراً إن القرين إلى المقارن ينسب ” .كما أن الرسول ( ص ) يقول رد المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ( فالصديق لابد أن يحترم الصداقة الحقيقية، الصداقة السامية التي تقود الآخرين إلى طريق النجاح في الدنيا والفلاح في الآخرة ، أما عن الصداقة الخادعة هي صداقة الغبي المأفون الذي يقود صاحبه إلى طريق الفشل والانحراف والغواية والشيطان فلا يتصف الإنسان بالخبث والمكر وحب الذات بل يجب أن يكون أميناً وفياً صادقاً صاحب شهامة ومروءة ولا يخالف الوعد لأن من آيات المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان وفي حديث آخر إذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر . من واجبات الصديق أن يكون كتوماً للأسرار فلا يغش أسرار صديقه وقت الشدة وأن يكون خير سند وعون لصاحبه يعرف كيف يتصرف في الأمور تصرفاً حسناً وأن يكون خبيراً بالأمور يعرف متى يفعل هذا الأمر ومتى يتراجع عنه وأن يكون صاحب فراسة ومهارة وأن يتصف بالسكينة والوقار والحلم والإيثار فلا يكون ممن قال عنهم الشاعر :
يلقاك ويحـلف أنـه بـك واثق ….فإذا توارى عنك فهو العقرب
يعطيك من طرف اللسان حلاوة ….ويزوغ منك كما يزوغ الثغلب
إن للصداقة أثر عميق في توجيه النفس والعقل لأنها تصيب الفرد والجماعة بالتقدم أو التأخر أو بالقلق والإطمئنان فيجب أن نكون حريصين على اختيار الأصدقاء وفق معايير وأسس قوية حتى نضمن لنا وللمجتمع التقدم والإزدهار .